يعرف التصلب اللويحي (Multiple sclerosis – MS) الذي يسمى بالتصلب اللويحي المتعدد أيضًا بأنه اضطراب مناعي ذاتي (Autoimmune disorder) مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي. وفي هذه المقالة سنتعرف على أهم المعلومات عنه.
التصلب اللويحي اعراضه واسبابه
نبدأ الحديث عن التصلب اللويحي اعراضه واسبابه بتوضيح المقصود من أن هذا المرض هو اضطراب في المناعة الذاتية:
اضطرابات المناعة الذاتية هي مشكلات تؤدي إلى مهاجمة جهاز المناعة لخلايا جسدية سليمة على أنها مواد دخيلة على الجسد كالبكتيريا والفيروسات، على سبيل المثال، وذلك لسبب غير معروف.
وفي حالة هذا التصلب، فإن جهاز المناعة يهاجم غشاء الميالين (Myelin sheath)، وهو طبقة دهنية تغلف الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي.
وكون هذا الغشاء يعمل على حماية الخلايا العصبية ويساعد في توصيل الإشارات العصبية بين تلك الخلايا ويقوي تلك الإشارات، فإن مهاجمة جهاز المناعة تؤدي إلى ضعف الاتصال بين الأعصاب أو انقطاعه تمامًا في المنطقة المصابة، وذلك يؤدي إلى حدوث الأعراض.
الأعراض الأولية للتصلب اللويحي المتعدد
تختلف أعراض هذا المرض من مصاب لآخر بناءً على مكان الإصابة في الحبل الشوكي ودرجة تقدم الحالة، أما الأعراض الأولية، فأبرزها الآتي:
الإرهاق الشديد
ويمكن تعريفه أيضًا بأنه إنهاك جسدي ونفسي مفرط، فهو ليس كالإرهاق الذي يصيب الشخص السليم. ويتسم هذا الإرهاق بعدم ارتباطه بممارسة الأنشطة الجسدية.
صعوبة المشي
وذلك يظهر في المراحل المبكرة من هذا المرض بكثرة التعثر أثناء المشي نتيجة فقدان التوازن والتناسق الحركي في الجسد.
التغيرات الحسية في الجلد
ويمكن أن نصفها أيضًا بالأحاسيس الجلدية الغريبة، إذ يعد هذا العرض من أكثر أعراض هذا المرض غرابةً، وهو يختلف بين مصاب وآخر.
فبعض المصابين يشعرون بما يشبه وخز الإبر، ومنهم من يشعر بالبرودة أو السخونة أو ما يشبه سريان تيار كهربائي في العمود الفقري.
التهاب العصب البصري (Optic neuritis)
من أعراض التصلب اللويحي بالعين حدوث التهاب في العصب البصري، ذلك إضافةً إلى أعراض أخرى تتضمن ازدواجية الرؤية وحركة العين اللاإرادية.
ورغم الاعتقاد بعدم وجود أعراض التصلب اللويحي بالعين، فالتهاب العصب البصري يقع ضمن الأعراض الأولية لهذا المرض لدى نحو 20% من المصابين.
تراجع القدرات المعرفية
وذلك يشمل بطء التفكير وضعف الذاكرة وصعوبة التخطيط واتخاذ القرارات، وهذا العرض يصيب نحو 50% من المرضى.
الأعراض المتقدمة للتصلب اللويحي المتعدد
مع تقدم المرض، فإن الأعراض الأولية تزداد شدةً وتظهر معها أعراض أخرى تشمل الآتي، مع العلم بأن طبيعة الأعراض وشدتها سواء في المرحلة الأولية أم المتقدمة تختلف بين مصاب وآخر:
- ضعف عضلات الأطراف
- فقدان التوازن وتراجع القدرة على الحركة، وقد يفضي ذلك في بعض الحالات إلى الشلل
- تيبس العضلات وتشنجها
- مشكلات في التبول والإخراج التي تتراوح ما بين فقدان التحكم بالتبول والإخراج وبين التهابات المجاري البولية والإمساك
- فقدان السمع
- صعوبة النطق والكلام
- الرجفة
- تراجع القدرة على الإحساس
- الاكتئاب
أسباب التصلب اللويحي
لم يتمكن العلماء حتى الآن من التعرف على السبب المحدد الذي يؤدي إلى حدوث خلل في جهاز المناعة الذاتية فيهاجم خلايا الجسد، غير أنهم وجدوا أن بعض العوامل تزيد من احتمال الإصابة به، من ضمنها الآتي:
- الإصابة بأمراض معينة: منها بعض أنواع العدوى الفيروسية التي تشمل فيروس إبشتاين بار (Epstein-Barr virus) وبعض أمراض المناعة الذاتية التي تشمل الصدفية والنوع الأول من مرض السكري
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة به: يتساءل عديدون هل التصلب اللويحي وراثي أم لا، والجواب هو أن العامل الوراثي يزيد بالفعل من احتمال الإصابة به، ويمكننا أن نقول أن التصلب اللويحي وراثي وبيئي في آن واحد، أي أن العوامل البيئية والوراثية لها دور في الإصابة به
- السن: رغم أن هذا المرض يصيب الشخص في أي سن كان، فهو يعد أكثر شيوعًا بين سن 20 – 40 عامًا
- عوامل أخرى: من ذلك الآني:
- السمنة
- نقص فيتامين (د)
- التدخين
تشخيص التصلب اللويحي
يعد هذا المرض صعب التشخيص كونه يتشابه في أعراضه مع كثير من الأمراض والاضطرابات، وعادةً ما تكون الخطوة الأهم في تشخيصه هي استبعاد كون الأعراض التي يعاني منها المصاب ناجمةً عن سبب آخر. ومن أبرز الأساليب التشخيصية المستخدمة في ذلك الآتي:
- الفحص السريري
- التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging – MRI)
- البزل القطني (Lumbar puncture)
- اختبار الاستجابة المستثارة (Evoked potentials test)
علاج التصلب اللويحي
لم يصل العلماء حتى الآن إلى علاج شافٍ من هذا المرض، غير أن افضل طبيب اعصاب في اربد في مركز شفاء لتشخيص وعلاج أمراض الدماغ والأعصاب يحرص على استخدام أبرز الأساليب المستخدمة في المستشفيات العالمية للسيطرة على أعراض هذا المرض وتمكين المصاب من عيش حياة طبيعية ومنتجة مع أقل مقدار من الألم قدر الإمكان. ومن هذه الأساليب الآتي:
- العلاجات المعدّلة ليسر المرض (Disease-modifying therapies): وهي أدوية تعمل على إبطاء تفاقم المرض وتقليل احتمال حدوث نوباته، وهي تعطى بالحقن أو فمويًا، وذلك بناءً على نوع الدواء
- الستيرويدات القشرية (Corticosteroids): وهي أدوية مضادة للالتهاب، تعمل على تخفيف شدة النوبة التي يسببها هذا التصلب عند أخذها بجرعات عالية
- العلاج التأهيلي: وذلك يشمل العلاج الطبيعي وعلاج مشكلات النطق وغير ذلك مما يتصاحب مع هذا المرض من مشكلات تتطلب إعادة التأهيل
- الإرشاد النفسي: وذلك كون هذا المرض يتصاحب لدى كثير من المصابين من مضاعفات نفسية تشمل الاكتئاب، فضلًا عن مشكلات الذاكرة والتفكير التي تعد ضمن أعراضه
نعمل في مركز شفاء لتشخيص وعلاج أمراض الدماغ والأعصاب مع من لدينا من افضل طبيب اعصاب في اربد على أن نقدم لمراجعينا الكرام أفضل رعاية طبية متوفرة على مستوى العالم، وذلك يشمل استخدام أساليب التشخيص وتقنيات العلاج الحديثة، إضافةً إلى متابعة المرضى بعد العلاج لضمان حصولهم على النتائج العلاجية الفضلى.
التصلب اللويحي هو مرض يصيب الأعصاب، ويهدف علاجه إلى السيطرة على الأعراض وتحسين الجودة حياة.
المصادر




















