يعرف مرض الصرع (Epilepsy) بأنه اضطراب دماغي مزمن يحدث نتيجة وجود خلل في كهربائية الدماغ، وهو يحتل المركز الرابع على قائمة أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا حول العالم. ورغم أنه قد يصيب الشخص في أي سن كان، فهو يعد أكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة وبعد سن 60 عامًا.
أعراض مرض الصرع
يتسم مرض الصرع بما يسببه من نوبات (Seizures) تنجم عن حدوث نشاط كهربائي مفاجئ ومؤقت في الدماغ، غير أن أعراض النوبات تختلف بناءً على نوع مرض الصرع، إذ توجد أنواع عديدة من هذا المرض ترتبط بمكان الخلل في الدماغ.
وإليك هذه النبذة عن أعراض نوبات نوعين شائعين من أنواع هذا الاضطراب:
النوبة التوترية الرمعية (Tonic-clonic seizure)
كان هذا النوع من النوبات يعرف في السابق بنوبة الصرع الكبير أو الكبرى (Grand mal seizure)، وهو النوع الذي يتبادر إلى الذهن عند ذكر مرض الصرع، وتنقسم هذه النوبة إلى مرحلتين حسب الآتي:
- المرحلة التوترية (Tonic stage): يفقد المصاب خلالها وعيه ويتيبس جسده
- المرحلة الرمعية (Clonic stage): وهي تأتي بعد المرحلة التوترية ويحدث خلالها تشنج وارتخاء في العضلات يؤدي إلى ارتجافها، وقد يفقد المصاب قدرته على التحكم بالتبول أو الإخراج
وعادةً ما تستمر هذه النوبة لعدة دقائق يشعر بعدها المصاب بالصداع والإرهاق وقد يجد صعوبةً في تذكر تفاصيل ما حدث.
النوبة المصحوبة بغيبة (Absence seizure)
وهي تعرف أيضًا بنوبة الصرع الصغير (Petit mal seizure). وحسبما يدل اسمها، فهي تتسم بفقدان لحظي للوعي أو غياب قصير عن الوعي بالمحيط الخارجي، إذ يبدو المصاب وكأنه يحدق في الفراغ أو غارق في أحلام اليقظة.
ويعد هذا النوع من النوبات أكثر شيوعًا بين الأطفال، وعادةً ما لا تزيد مدة النوبة الواحدة عن 15 ثانيةً لا يستطيع المصاب بعدها تذكر أي شيء منها.
أسباب مرض الصرع
تشير الإحصائيات إلى أن نحو 50% من حالات الصرع ليس لها أي أسباب طبية واضحة، غير أنه قد وجد أن بعض العوامل ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بهذا المرض، منها الآتي:
- التعرض إلى ضربة قوية في منطقة الرأس
- السكتة الدماغية، وهي تعد مسؤولة عن نحو 50% عن حالات الصرع غير معروف السبب لدى كبار السن
- نقص أكسجين الدماغ عند الولادة
- استخدام الأم أدوية معينة أثناء الحمل
تشخيص مرض الصرع
يعتمد تشخيص هذا المرض على عدة أساليب قد تشمل مجموعةً من الآتي:
- معرفة التاريخ المرضي للمصاب، من ذلك ما لديه من أعراض وما إن كان يعاني من أمراض أخرى قد تكون السبب وراء تلك الأعراض
- الفحص السريري
- تخطيط كهربية الدماغ (Electroencephalography – EEG)
- التصوير المقطعي المحوسب (Computed tomography – CT scan)
- التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging – MRI)
علاج مرض الصرع
رغم عدم وصول العلماء حتى الآن إلى علاج شافٍ من هذا الاضطراب، فالأساليب العلاجية المتوفرة حاليًا تستطيع في معظم الحالات السيطرة على الأعراض وتمكّن المصاب من عيش حياة طبيعية ومنتجة قدر الإمكان.
ومن أبرز الأساليب العلاجية المستخدمة في مركز شفاء والمستشفيات العالمية الآتي:
- العلاج الدوائي: وذلك بالأدوية التي تعرف بمضادات الصرع (Anti-epileptic drugs) أو مضادات الاختلاج (Anticonvulsants)، وقد يضيف الطبيب أدويةً أخرى حسب طبيعة الحالة
- تحفيز العصب المبهم (Vagus nerve stimulation – VNS): وهو إجراء طبي تزرع فيه أداة طبية جراحيًا في منطقة الرأس أو الصدر لتصدر إشارات كهربائية تمنع حدوث النوبات
- جراحة الدماغ: وذلك باستئصال المنطقة الدماغية المصابة أو علاجها
ويحدد الطاقم الطبي المتخصص في مركز شفاء الأسلوب العلاجي الأنسب لكل مصاب على حدة بناءً على نتائج التشخيص وعوامل أخرى تتعلق بالمصاب، ثم يتابع مدى استجابته بانتظام للاطمئنان عليه وإجراء التعديلات العلاجية اللازمة إن دعت الحاجة إلى ذلك.
المصادر:
